ضغوط العمل هي القاسم المشترك بين
جميع مجالات الأعمال يكاد لايخلو مكان عمل منها وإن كانت بدرجات مختلفة من بيئة
لأخرى متأثرة بالعديد من العوامل إلا أن جميع المستويات الوظيفية معرضة لها.
وحسب
العديد من الدراسات إن ما
يقارب 80% من الأشخاص يتعرضون للإصابة بمرض نفسي
قابل للتشخيص على مدار حياتهم، سواء
أدركوا ذلك أم لم يدركوه. وتظهر الأعراض ذاتها على كل العاملين من مختلف
المستويات، سواءً كانوا من أصحاب المناصب التنفيذية العليا أو عمالاً عاديين، لكن
بالمقابل ما يقارب 60% من الموظفين لم
يتحدثوا إلى أي شخص في العمل عن ظروف صحتهم النفسية. ونلاحظ أن الكثير من أصحاب الأداء المتميز من المنجزين القلقين، ويكسبون نقاط قوة نتيجة تعرضهم لهذه التحديات..
الصحة النفسية في مكان العمل هي
توازن مابين قوانين وسياسات العمل والشخص نفسه ومهاراته وأساليب تفكيره التي تمكنه
من التعامل مع المواقف الصعبة وبالتالي نجد أن المشاكل النفسية تنشأ من فقدان هذا التوازن بين العوامل الخارجية ( في
العمل ) والعوامل الداخلية ( المهارات وأسلوب التفكير ) .
" بيئة العمل الصحية هي التي توفر للموظف ثلاثة أمور وهي: (الثقة في المؤسسة) ،التقبل من قبل زملائه ورؤسائه والاحترام"
إن من أسوء العبارات التي أراها
منتشرة ومكتوبة ضمن السيرة الذاتية للأفراد وتطالب الشركات أن يمتلكها المرشح ضمن إعلانات
التوظيف التي تطرحها وهي " القدرة
على العمل تحت الضغط " فهذا ليس صحيحاً وليس صحيّاً أبداً، فجسمك يحتاج
للراحة النفسية لتنتج وتحافظ على أداءك وجودة عملك وأي شخص قد يخدع نفسه ويقول
" لدي القدرة على التحمل" لكن الجسم لايكذب قالقاعدة التي يجب أن تعرفها
" إذا عجز العقل عن التعامل مع الضغوط تحدث الجسد " فهناك مايعرف
بالأمراض النفسية الجسدية وهي أمراض يشكو فيها الشخص من أعراض جسدية ولكن يكون السبب الحقيقي
ورائها هو نفسي وليس عضوية فالجسد والنفس هما كتلة واحدة وكل منهما يؤثر في الآخر.
وكمثال
للتوضيح لا للحصر فإن بيئة العمل الضاغطة تلعب دور ينعكس سلباً على :
- ارتفاع ضغط الدم.
- زيادة
معدل نبضات القلب.
- الاكتئاب.
- القلق.
- صعوبات
النوم.
- سرعة
الغضب.
- النسيان.
- آلام عضلية معممة في
الجسد ( أشهرها آلام الرقبة وأسفل الظهر التي تعاني منها أنت الآن )
فهذه هي اللغة التي يتحدث فيها الجسد
معنا عندما يتعرض لضغوط ولا نتمكن من
السيطرة أو التعامل معها بشكل صحيح فيعطي أعراضاً تشير لضرورة أخذ الراحة .
"فالألم نعمة لأنه يدلك على معلومة تقيك من ألم محتمل أكبر "
وأقول لك بعد هذا : إن لم تستطع من أن
تفر من الألم فتعاون معه . وهذا يأخذنا للسؤال الأهم إذا :
كيف أتعامل مع بيئة العمل السلبية ؟
1-
حاول أن تعمل تغيير في هذه البيئة _ حسب صلاحياتك ما
أمكن
2-
إن لم يكن لديك القدرة على تغيير البيئة فمن المأكد
أنه لديك القدرة على تطوير مهاراتك في التكيف والتعامل معها
3-
إن لم يكن الموظف قادرا على التغيير ولا على التكيف
فعندها خيار الانسحاب من العمل والبحث في وظيفة جديدة هو الأفضل
4-
تعلم كيف تواجه بحق ولاتكبت أي مشاعر سلبية
5-
يمكنك استشارة شخص متخصص يقدم لك الدعم
الملخص :
كما سبق وقدّمنا فلا يوجد بيئة عمل مثالية إما أن
تتعلم مهارات تعينك على البقاء فيها والتعامل معها أو أن تتقبلها كما هي أو أن
تبحث عن عمل جديد لكن لا تخاطر وتستمر دون الأهتمام في صحتك النفسية لأن هذا لن
يؤثر على أداءك وتميزك في العمل فقط بل سينعكس أيضاً على حياتك الشخصية
والاجتماعية ... والقرار لك
أسعد بمشاركتكم وتعليقاتكم
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تشاركني تعليقك أو أي استفسار عن الموضوع ...