القائمة الرئيسية

الصفحات

" التحسين المستمر أفضل من الكمال المؤجل "

 

من المؤكد أنك سمعت عن مصطلح " الثقوب السوداء " الموجودة في الفضاء الخارجي تميز بجاذبية قوية جداً بحيث لا يمكن لأي شيء - ولا حتى الجسيمات أو موجات الإشعاع الكهرومغناطيسي مثل الضوء - الإفلات منها.

لكن الأمر الجديد بالنسبة لك هو أن مثل هذه الثقوب قد تكون موجودة في عالم الأعمال وبداخل الشركات!!! نعم قد يٌدهشك هذا الأمر لكن  من خلال سنوات العمل مع الكثير من الشركات اجتمعت وتعرفت على الكثير من هذه الثقوب السوداء فلا تستغرب، هذه ليست مقالة في الخيال العلمي بل هذه مقالة من واقع ما نشاهده أثناء تقديمناللاستشارات والتدريب لفرق عمل الشركات

  فكثير من الشركات يوجد فيها نوع من الموظفين أشببهم بالثقوب السوداء ومع نهاية هذه التحسينة سوف تتعرف لماذا اخترت لهم هذا التشبيه..

فكيف تكون هذه الثقوب السوداء بداخل الشركة ؟

هم عبارة عن أشخاص ليس لهم توصيف وظيفي أو مهام محددة ويرتبط بوجودهم العديد من الملفات ولديهم تدخل في مهام أكثر من قسم ، يحظون بثقة كبيرة من قبل الإدارة أو صاحب العمل وبالمقابل لديهم ولاء عالي للشركة .

ولكن يوجد لديهم إشكاليتين :

1-      غالباً لديه خبرة في مجال واحد ولا يملك المهارات الكافية التي تؤهله أصلاً لاستلام كل هذه المهام والتدخل فيها .وهو ليس شرط أن يكون مدير قسم بل  هو فقط بحكم الأقدمية الثقة في ولاءه يُسمح له بمثل هذا التدخل.

2-      ماذا لو غاب هذا الشخص عن الشركة لعدة أيام لأي سبب كان إجازة أو مرض لاسمح الله أو أس سبب شخصي فإن كثير من أعمال الشركة ستتعثر إن لم تتعطل لعدم وجوده وهنا لابد أن ننوه أن هذا الأمر يختلف عن فكرة الإدارة المركزية الموجودة في بعض الشركات عندما يكون صاحب المال هو صاحب القرار لأننا لانتكلم هنا عن موضوع القرارات وإنما على وجود إجراءات معينة تكون مرتبطة بوجود هؤولاء الأشخاص وتتأثر في حال غيابهم  لأنها يجب أن تمر عن طريقه أو له دور فيها

لماذا نركز حديثنا على هذا النوع من الموظفين ؟



هذه النوع من الموظفين يشكل خطورة على وجود الشركة ، الخطورة تكمن بأن الأصل لأي شركة ترغب في رفع حصتها السوقية وتوسيع عملها أن تقوم ببناء نظام عمل غير مرتبط بالأشخاص العاملين أياً كان منصبهم لسبب بسيط وأنه لكثير من الأسباب قد يغيب هذا الشخص كما ذكرنا مسبقاً ويؤثر على أنشطة العمل وإجراءاته فكما نشاهد اليوم عالم الأعمال غير مستقر والظروف متغيرة جداً فغياب أو خروج هذا النوع من الموظفين قد يخرب عمل سنوات سابقة وبالتالي خسارة محتملة للشركة .ومن هنا كان التشبيه بالثقوب السوداء لأن غالباً خسارة هذا الشخص ستجذب خسارات أخرى للشركة هي بغنى عنها .

إن وجود مثل هذا النوع من الموظفين لايعني أنهم أشخاص سيئين لكن الخطورة تكمن في أن يكون نظام العمل الذي تم تأسيسه في الشركة مرتبط بأشخاص لأن الأصل أن يكون مستقل وواضح ومكتوب .فالأشخاص وفريق العمل يتعرض لتغيير وتبديل بحسب الكثير من الظروف أما النظام والإجراءات تكون ثابتة في الشركة.

وهنا لابد من التنويه إلى أنه في حال كنت أنت من هذا النوع من الأشخاص فأنت أول من يجب عليه أن يفكر في حماية الشركة وبنا نظام أكثر ثباتية طالما أنك تُكن مشاعر الحب لها وهمك مصلحت العمل وثقتك بالإداة موجودة فلابد من أن تكون أول الداعمين للتنظيم لضمان الاستمرارية والوقاية من أي أخطاء و=أو مشاكل محتملة .

وأيضاً قد يكون وجود مثل هؤولاء الأشخاص في المراحل الأولى من اطلاق العمل لأي شركة ناشئة ضروري ومهم ولكن في مراحل متقدمة وعندما نفكر في تطوير العمل لايمكن الاستمرار بنفس الطريقة .


والآن .. وبعد هذا التوصيف ماذا لو اكتشفت وجود مثل هؤولاء الأشخاص ضمن فريق العمل ؟ ماهو الحل الأمثل ؟


الحل ببساطة هو تحديد المكان الأنسب لهذا الشخص والأقرب لخبراته ومهاراته وإعادة توزيع وتوصيف لمهامه حسب هذا المكان

أي أن تجتهد في وضع هذا الشخص في مكانه المناسب ولامشكلة بحكم الثقة والولاء العالي أن تضعه حتى ضمن مجلس الإدارة ويكون له مشاركة في اتخاذ القرارات  لكن لابد من تنظيم مهامه وصلاحياته لتكون محددة أكتر 

 

الخلاصة :

لمستقبل جيد تسعى له أي شركة لابد من تفكيك هذه الثقوب السوداء إن وجدت وإنشا نظام غير معتمد على الأشخاص بل يوجد توزيع وتنظيم وتناسق لأجراءات العمل بين كامل أعضاء الفريق بحيث لايؤثر غياب أوخروج أحدهم على نشاط العمل .

 

أسعد يمشاركتكم لتجاربكم  وتعليقاتكم على الفكرة المطروحة .


 


تعليقات