إن كنت لا تعلم فسوف أخبرك شيئاً........ في أحد الأيام سوف تموت
حياتك قصيرة جداً
حتى تضيعها في وظيفة تكرهها ،
معظمنا يقضي وسطياً 8 ساعات عمل يومياً ما يعني
أنك تقضي ثلث يومك في عملك ( أنا أعلم أن تقضي أكثر من ذلك ) وهذا يعني أنه أياً
كانت الفترة التي سوف تعيشها على هذا الكوكب فأنت تقريباً سوف تقضي ثلث عمرك أو
أكثر في هذا العمل وهذا سبب آخر يذكرك أن حياتك قصيرة جداً حتى تضيعها في وظيفة
تكرهها
أنا مدرك تماماً
لحالتك وأنت موجود في بيئة عمل مسمومة وتسبب لك الضيق والضجر ولا أستغرب أبداً من
أنك تفكر في أن تترك وظيفتك...
فحسب العديد من الإحصاءات فإن أكثر من 83 % من الأشخاص لا يستمتعون في وظائفهم ولذلك إن كنت من هؤلاء الأشخاص وغالباً أنت
منهم فضمن هذه التحسينة سأخبرك بأشياء عايشتها من واقع العمل مع كثير من الموظفين
وأنا على يقين أنها سوف تساعدك في اتخاذ القرار الصحيح والأهم في الوقت الصحيح
،تابع معي فإني لك ناصح ...
بداية قد يكون المكان الذي تعمل فيه حالياً ليس هو المكان الذي
تريده ولكنه المكان الذي تحتاجه
فماذا
يعني هذا الكلام ؟
قبل أن تتخذ أي
قرار دعني أساعدك في أن تعرف ما إذا كنت تعمل في المكان الصحيح أم لا فعلاً
فهناك معياريين أساسيين لابد من تقييمهم أولاً و بناء على
هذا التقييم يكون توجهك أو قرارك ، فما هي هذه المعايير ؟
- المعيار الأول : الإحتياجات الأساسية
:
بمعنى أن أي عمل أنت تعمل به لابد أنه يحقق لك
احتياجات معينة في حياتك وأي نقص في هذه الاحتياجات يؤثر على جانب من جوانب حياتك
بشكل سلبي مثل أن تكون محتاج لدخل مادي لتغطية التزاماتك ويوفر
لك هذا العمل دخل بقدر معين يسد لك هذا الاحتياج أو أن تكون
تحتاج لخبرات من نوع معين وتكسبها من هذا العمل من أشخاص موجودين معك
أو تتعلم مهارات محددة من بيئة عمل نفسها فهذه كلها احتياجات أنت تحققها من خلال
وجودك بهذا العمل.
- المعيار
الثاني : المحفزات في بيئة العمل :
وهذه تختلف من بيئة عمل لأخرى وتتمثل بزملاء
رايقين موجودين معك أو أن تحصل على تقدير لجهودك يشعرك بقيمتك ويتم
التعامل معك بجدية وهذا يشعرك بالراحة كما يوجد مساحة للمبادرة وتؤخذ أفكارك ويتم
التفاعل معها أو أن يكون هناك شخصيات ومدراء بسيطين في التعامل.. بهذا
المعنى… الخ
إذاً لديك احتياجات أساسية يحققها لك العمل وأيضاً
هناك محفزات - دعنا نسميها مكملات - تعينك على إتمام عملك والشعور براحة أكثر إن
وُجدت.
وهنا لاحظ معي بكل بساطة قرارك بأن تبقى في عملك
أو تتركه لابد من أن يكون مبني على معيار الاحتياجات بمعنى أنه عندما
لا يحقق لك هذا العمل احتياجاتك وتشعر بأنها أصبحت مهددة في هذه الحالة تبدأ
في البحث عن فرصة عمل أفضل - وهذا البحث سنخصص له تحسينة
مستقلة لاهميته -
وهنا يكمن الخطأ الذي يقع به الكثير من الأشخاص
وهو أن يقرر مغادرة عمله بناءً على النقص في المحفزات وكما قلنا إن هذه
المحفزات اصلاً ليست ثابتة ومتغيرة بين بيئات العمل و من مكان لمكان
فما تراه نقصاً في مكان عملك اليوم قد تجده في بيئة عمل أخرى لكن أيضاً ستجد معه
نقص من نوع آخر وهكذا .لذلك احتياجاتك الأساسية هي مايجب عليك التركيز عليه
وطالما أنت موجود في بيئة عمل تحقق لك هذه الاحتياجات استمر حتى تجد فرصة
أفضل وتذكر أن الفرصة القادمة لن تكون أفضل إن لم تصبح أنت أفضل وتعمل على
تحسين مهاراتك باستمرار ورفع ثقتك ينفسك وهذا
ما سوف أحدثك عنه في التحسينة القادمة لتتعلم أنه حتى تتقاضى أجر أعلى لابد من ان
تكون قادر على أن تقدم قيمة أعلى
" وتذكر دائما
في عالم الأعمال الموظف العادي هو موظف ضعيف والفرص الجيدة تكون للأفضل
"
الآن بعد أن وضحت لك المعايير التي يجب عليك
تقييمها قبل أن تأخذ قرارك بترك العمل ، اسمح لي أيضاً ان اطرح عليك فكرة
مهمة جداً من خلال سؤال لطالما تناقشت به مع كثير من الموظفين :
هل إنت هاوي أم محترف في عملك ؟
الشخص الهاوي في العمل هو شخص من المحتمل أن يفكر في أن
يترك عمله عند أول تحدي أو مشكل يعاني منها دون أدنى مسؤولية أما الشخص
المحترف وطريقة تفكيره مختلفه وفي الحقيقة هذا ما جعله محترف
ودعني أوضح لك هذه الفكرة في المثال التالي
:
استحضر معي في ذاكرتك اسم لاعب كرة قدم
محترف إنت تعلم يقيناً أن احترافه في هذه اللعبة مكتسب نتيجة ممارسة وليس موجودة
في جيناته الوراثية كما أنك تعلم أنه تدرب ساعات طويلة وبطرق معينة واجتهد
بشكل كبير وتألم وخسر كتيراً حتى وصل لمرحلة الاحترافية، فالاحتراف هو في طريقة
تفكير الشخص المحترف يتعلم من أخطاءه و يقف في كل مرة بعد أي سقوط ويلتزم
….أم الشخص الهاوي في كرة القدم فلا يوجد لديه ما يحفزه على الاستمرار إن
وقع لذلك يغير طريقه من السقطات الأولى ..
واسقاط هذا المعنى على بيئة العمل مهم
جداً فالشخص المحترف هو شخص قادر على إدارة مشاعره وقادر
على إدارة انفعالاته.وبالتالي قادر على التعامل الشخصيات الصعبة وبيئات
العمل المسمومة وبالطبع هذه المهارات اكتسبها بجهده ومثابرته وطريقة تفكيره
الإيجابية
أما الشخص الهاوي في ببيئة
العمل هو شخص تجده يبحث عن بيئة العمل المثالية الخالية من المشاكل والتحديات
والأخطاء ويريد من كل الناس أن تفهمه ، يريد ساعات عمل مريحة ويريد أن
يحافظ الناس على ابتسامتهم معه والكتير من المحفزات التي يفكر فيها والتي
للأسف من الصعب أن تجدها مجتمعة و نادراً ما تجتمع في شركة واحدة فهذا
الهاوي سيتعب كثيراً وتجده أكثر من يتنقل من شركة إلى شركة بحثاً عن
" الشركة الفاضلة " لكن الواقع مختلف تماماً .
الشركة الفاضلة غير
موجودة إلا في مخيلتك
الملخص :
قرارك بأن تبقى في مكان عملك أو أن تتركه هو
قرار مرتبط بتقييمك للمعايير التي تحدثنا عنها ، فإذا كنت في بيئة عمل تحقق لك
احتياجاتك، استمر وتعلم مهارات شخصية جديدة
تجعلك أفضل في التعامل مع البيئات الصعبة، أما إذا كنت في بيئة عمل لا تحقق
لك احتياجاتك. فابدأ فوراُ في البحث عن بديل أفضل لك وحتى إن كانت البيئة
غاية في الجمال فمصلحتك أهم من عواطفك فلا يكفي أن تكون في المكان المريح لابد لك
أن تسعى لتكون في المكان الصحيح دوماً
راجع نفسك قبل اتخاذ قرار ترك العمل وتأكد من انه غير نابع عن إحساس
عارض أو بسبب موقف مؤقت ومن الجيد أن تستشير قبل الثبات على قرارك بترك أو قبول
العمل
إذا كنت
تعرف أحد من أصدقائك يفكر في أن يترك عمله شارك معه هذه التحسينة وساعده
ليكون قرار مبني على معرفة و معلومات وتقييم صحيح ...
كما أنني أسعد بتقييمك وتعليقك على هذه التحسينة
....
تعليقات
إرسال تعليق
يسعدني أن تشاركني تعليقك أو أي استفسار عن الموضوع ...